مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/29/2021 03:37:00 م

العزة لله وحده 

العزة لله وحده
العزة لله وحده 


 كثيرةٌ هي الهموم المتراكمة فوق الصدور ، و كثيرةٌ هي الآهات المخبّأة بين أنفاس العقود ..

قل " يا رب "

الله لا يردُّ عبداً قال " يا رب .. اغثني " 

من المستحيل أن يردَّ صوتاً مخنوقاً .. خائباً ..

الله لا يكسر أحداً قال " يا رب .. ارحمني " 

" يا رب هبني الطاقة و القوة لأكمل " 

" يا رب .. مالي سواك " ..

الله لا يخذل أحداً 

 لا يرضى بثقب الإبرة أن يدخل قلبك ..


 النبي صلّى الله عليه و سلم ،  عندما ضاقت عليه ، و تعب من الناس و كفرهم ، رفع رأسه إلى السماء ،  و قال : 

《 اللهم إني أشكو لك ضعفي ، و قلة حيلتي 》 


أعاد العجز لذاته ، لم يعاتب الله على قدره المحتوم ، لم يقل :

(( لماذا فعلت هذا بي يا رب ؟!

لماذا أنا من سيحمل همَّ الأمة ؟!

لماذا لا تنصرني و تمدَّ لي يد العون ؟! ))


لم يقلها صلّى الله عليه و سلم ، فهو يعي كلَّ الوعي أنَّ الله يخبأ له ما هو عظيم .. ففي النهاية قاد أكثر من نصف العالم ..

فلا تعاتب الله على ما أصابك ، نحن إذا وقعنا في بلاء ، نقول :

ألم تجد غيرنا يا الله ؟

ألم يحن الوقت للفرج ؟ 


نعاتب من ؟!....ربُّ العباد !!

و نقول (( ماذا فعلنا لنستحقَّ كلَّ هذا ؟ )) 


لسنا آلة ، و لسنا ملائكة ، لكن على الأقل علينا التعامل مع الله بلباقةٍ أكثر 

 و بحسن ظنٍّ أوسع و أكبر ..

و اعملوا جيداً يا سادة ..

《 أنَّ العزّة لا تدوم .. 》 

فالعزة لم تكن بالمال ..

فقد ذكر الله لنا قارون ، و أمواله الهائلة و الضخمة  ..

(( و أذله الله بماله ..  فخسفنا به و بداره .. ))


العزة لم تكن بمُلك ..

فذكر الله عزَّ و جلَّ جلاله ، العزَّ الذي عاش به  فرعون ،

 و الأنهار التي تجري من تحته .. فجعلها بمقدرته تعالى .. أن تصبح من فوق فرعون ..

أسأل كلَّ شخص تولّى منصباً ، ثمَّ بات جالساً في المنزل ، متقاعداً عن العمل ..

أسأل كلَّ غني ، جار الزمان عليه ، فأصبح فقيراً ..

أسأل كلَّ من كان عالياً .. كيف سقط ..

أسأل هؤلاء ، فهم أعظم و أسمى مدرسة ..

و سيلخصون لك خلاصة تجاربهم هذه ، بقولهم : 

(( الناس هكذا ..

متى أرادوا يصفقون لك ، في صعودك و قمتك ..

و حال سقوطك و ضعفك ، تلك اليد التي كانت تصفق ، تُوضع على العين كي لا تراك .. )) 


لذلك لا تجعل العزّة و القوة مقرنةً بأحد ، فلا أحد و لا شيء يدوم ... سوى الله ..

إن ذهبت الدنيا .. فأنا عزيزٌ بعزته تعالى ..

و إن بقيتْ الدنيا .. فأنا عزيزٌ بعزته تعالى ..



شهد بكر💗

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.